للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقال علي بن المديني: سمع شعيب من عبد الله بن عمرو، وسمع منه ابنه عمرو ابن شعيب. وقال أحمد بن عبد الله: عمرو بن شعيب ثقة، روى عنه الذين نظروا في الرجال، مثل أيوب والزهري والحكم، واحتج أصحابنا بحديثه، وسمع أبوه من عبد الله بن عمرو، وابن عمر، وابن عباس، وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري: صحَّ سماع عمرو بن شعيب، وصحَّ سماع شعيب من جده عبد الله. قال ابن عدي: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة، إلا إذا روى عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون مرسلًا؛ لأنَّ جده عنده محمد بن عبد الله بن عمرو، ولا صحبة له. قال الذهبي معلِّقًا على قول ابن عدي هذا: قلت: هذا لا شيء، لأنَّ شعيبًا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي ربَّاه حتى قيل: إنَّ محمدًا مات في حياة أبيه عبد الله، فكفَل شعيبًا جده عبد الله، فإذا قال: عن أبيه، ثم قال: عن جده، فإنما يريد بالضمير في جده أنه عائد إلى شعيب. وبعضهم تعلّل بأنها صحيفة رواها وجادة، ولهذا تجنبها أصحاب الصحيح، والتصحيف يدخل على الرواية من الصحف، بخلاف المشافهة بالسماع. ثم قال في موضع آخر من "الميزان": قد أجبنا عن روايته عن أبيه، عن جده بأنها ليست بمرسلة ولا منقطعة، أما كونها وجادة، أو بعضها سماع وبعضها وجادة، فهو محل نظر، ولسنا نقول: إنَّ حديثه من أعلى أقسام الصحيح، بل هو من قبيل الحسن. وقال في "سير أعلام النبلاء": ولسنا ممن نعد نسخة عمرو، عن أبيه، عن جده من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه من أجل الوجادة، ومن أجل أنَّ فيها مناكير، فينبغي أن يُتأمَّل حديثه، ويتحايد ما جاء منه منكرًا، ويُروى ما عدا ذلك في السنن والأحكام محسِّنين لإسناده، فقد احتجَّ به أئمة كبار، ووثَّقوه في الجملة، وتوقف فيه آخرون قليلاً، وما علمتُ أنَّ أحدًا تركه.
وقال ابن حجر "تهذيب التهذيب": عمرو بن شعيب ضعَّفه ناس مطلقًا، ووثقه الجمهور، وضعَّف بعضهم روايته عن أبيه، عن جده حسب، ومن ضعَّفه مطلقًا فمحمول على روايته عن أبيه عن جده، فأما روايته عن أبيه فربما دلس ما في الصحيفة بلفظ (عن)، فإذا قال: حدثني أبي. فلا ريب في صحتها -كما يقتضيه كلام أبي زرعة المتقدم- وأما رواية أبيه عن جده، فإنما يعني بها الجد الأعلى =

<<  <  ج: ص:  >  >>