للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطوال ورؤوسهما كأنها كوم (١) الجبال، وعروق أفخاذهما كأنها عقد النحاس، اأنت ملأت جلودهما لحمًا؛ أم أنت ملأت رؤوسهما دماغًا؛ أم هل لك في خلقهما من (٢) شرك؟ أم هل لك بالقوة التي عملتهما يدان؟ ، أم هل يبلغ من قوتك أن تضع يدك على رؤوسهما، أو تقعد لهما على الطريق (٣) فتحبسهما أو تصدهما عن قوتهما، أين أنت مني (٤) يوم خلقت التنين؟ رزقه في البحر، ومسكنه في السحاب، عيناه توقدان نارًا، ومنخراه يثوران دخانًا، أذناه مثل قوس (٥) السحاب يثور منهما لهب كأنه إعصار العجاج (٦)، جوفه يحترق ونفسه تلتهب، وزبده جمر كأمثال الصخور، وكأن صريف (٧) أسنانه أصوات الصواعق، وكأن نظر عينيه لهب البروق، تمر به الجيوش وهو متكئ لا يفزعه شيء، ليس فيه مفصل، الحديد


(١) الكوم هو: كل ما اجتمع وارتفع له رأس من تراب أو رمل أو حجارة أو قمح، أو نحو ذلك.
انظر: "المعجم الوسيط" (٨٠٥) (كوم).
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) في (ج): طريق.
(٤) زيادة من (ج).
(٥) في (ب): قرنين.
(٦) في نسخة (ب): النار، والعجاج: هو الغبار.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (عجج)، "المعجم الوسيط" (ص ٥٨٤) (عجّ).
(٧) الصريف: هو صوت الأنياب والأبواب.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (صرف).

<<  <  ج: ص:  >  >>