للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عاص أو عبد آبق (١)، ومن رسمنا (٢) أن نقترع في مثل هذا، فمن وقعت عليه القرعة ألقيناه في البحر، ولأن يغرق واحد خير من أن تغرق السفينة بما فيها، فاقترعوا ثلاث مرات، فوقعت القرعة في (٣) كلها على يونس (فقام يونس) (٤) فقال: أنا الرجل العاصي والعبد الآبق. وألقى نفسه في الماء، فجاء حوت فابتلعه، ثم جاء حوت آخر أكبر منه فابتلع هذا الحوت، وأوحى الله عز وجل إلى الحوت: لا تؤذ منه شعرة؛ فإني جعلت بطنك سجنه ولم أجعله طعامًا لك (٥).

وقال آخرون (٦): بل ذهب عن قومه مغاضبًا لربه (٧) إذ كشف عنهم العذاب بعدما وعدهموه (٨) وذلك أنَّه كره أن يكون بين قوم (٩) قد جربوا عليه الخلف فيما وعدهم فاستحى (١٠) منهم، ولم يعلم السبب الَّذي


(١) الآبق: هو العبد الَّذي يهرب من غير خوف ولا كد عمل. انظر: "لسان العرب" لابن منظور (أبق).
(٢) رسمنا: أي من أمرنا. انظر: "المعجم الوسيط" (ص ٣٤٤) (رسم).
(٣) ساقطة من (ج).
(٤) ساقطة من (ب)، (ج).
(٥) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٥١، بنحوه، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٣٣٠ بنحوه.
(٦) في (ب)، (ج): الآخرون.
(٧) مغاضبًا لربه: أي من أجل ربه، وذكر القرطبي عن النحاس قوله: وربما أنكر هذا من لا يعرف اللغة. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٣٢٩.
(٨) في (ج): وعدهم.
(٩) في (ب): في قومه.
(١٠) في (ج): واستحيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>