للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه، قال (١): وبلغني أن يونس عليه السلام لما أصاب الذنب انطلق مغاضبًا لربه واستزله الشيطان حتى ظن أن لن نقدر عليه (٢).

قال: وكان له سلف (٣) وعبادة، فأبى الله أن يدعه للشيطان فقذفه في بطن الحوت (فمكث في بطن الحوت) (٤) أربعين من بين يوم وليلة. وقيل: سبعة أيام. وقيل: ثلاثة أيام (٥) وأمسك الله نفسه فلم يقتله هناك، فتاب إلى ربه في بطن الحوت (٦) وراجع نفسه فقال: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فاستخرجه الله من بطن الحوت برحمته.

قال عوف: وبلغني أنه قال في دعائه: وبنيت لك (٧) مسجدًا في


(١) ساقطة من (ب).
(٢) تأويل الآية بقوله: واستزله الشيطان حتى ظن أن لن نقدر عليه. تأويل غير مقبول لما فيه من تنقص في حق يونس عليه السلام، فالأنبياء هم أعلم الناس بربهم، ولذا فهم أخشى الخلق لربهم، فيونس أعرف بربه وقدرته من أن يظن هذا الأمر، وقد قال عنه الطبري: ووصفه بأنه ظن أن ربه يعجز عما أراد به ولا يقدر عليه وصف له بأنه جهل قدرة الله، وذلك وصف له بالكفر وغير جائز لأحد وصفه بذلك.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١٧/ ٧٩.
وقال القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٣٣١: وهذا قول مردود ومرغوب عنه؛ لأنه كفر.
(٣) السلف: هو ما قدمه العبد من العمل. "لسان العرب" (سلف).
(٤) زيادة من (ب)، (ج).
(٥) زيادة من (ب)، (ج).
(٦) في (ب): برحمته.
(٧) في (ب): لي.

<<  <  ج: ص:  >  >>