للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَقُلْتُ لَهُم ظُنُّوا بِأَلْفَي مُدَجَّجٍ ... سَرَاتُهُم في الفَارِسِيِّ المُسَرَّدِ

أي؛ أيقنوا.

وهذا معنى قول قتادة (١).

وقال بعضهم: معنى الآية على هذِه القراءة: حتى إذا استيئس الرسل ممن كذَّبهم من قومهم أن يصدقهم، وظنّت الرسل أن من قد آمن بهم من قومهم وصدقوهم قد كَذَّبوهم وارتدوا عن دينهم؛ لاستبطائهم النصر جاءهم نصرنا (٢).

وهو معنى قول عائشة رضي الله عنها (٣).

وقرأ مجاهد: كَذَبُوا بفتح الكاف والذال مخففةً (٤). ولها تأويلان: أحدهما: حتى إذا استيئس الرسلُ أن يعذّب قومهم، (وظنّ قومُهم) (٥) أنّ الرسلَ قَد كَذَبُوا، جاء الرسلَ نصرُنا.

والثاني: حتى إذا استيئس الرسلُ من إيمان قومهم، وظنّت الرسلُ


(١) أخرجه عبد الرزاق في "تفسير القرآن" ٢/ ٣٢٩، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٠٩.
(٢) انظر: "البسيط" للواحدي (١٥٩ ب)، "زاد المسير" لابن الجوزي ٤/ ٢٩٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٤/ ٢٨٦.
(٣) أخرجه البخاري في التفسير، باب حتى إذا استيأس الرسل (٤٦٩٥)، والطبري في "جامع البيان" ١٦/ ٣٠٤، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم"
٧/ ٢٢١١.
(٤) انظر: "المحتسب" لابن جني ١/ ٣٥٠.
(٥) ساقطة من (ن).

<<  <  ج: ص:  >  >>