{يا أَهْلَ الْكِتابِ} هم اليهود والنصارى. {تَعالَوْا} أقبلوا. {سَواءٍ} مستو أمرها بين الفريقين، والسّواء: العدل والوسط الذي لا تختلف فيه الشرائع. {أَرْباباً} جمع ربّ: وهو السّيّد المربي المطاع فيما يأمر وينهى، ويراد به هنا: ما له حق التشريع من تحريم وتحليل. أما الإله:
فهو المعبود الذي يدعى حين الشدائد ويقصد عند الحاجة؛ لأنه مصدر الفرج.
{مُسْلِمُونَ} منقادون لله مخلصون له موحدون.
{تُحَاجُّونَ} تخاصمون وتجادلون. {حَنِيفاً} مائلا عن العقائد الزائفة الباطلة إلى الدّين الحق القيّم. {مُسْلِماً} موحّدا مخلصا مطيعا له.
أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديا، وقالت النصارى: ما كان إلا نصرانيا، فأنزل الله:{يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ} الآية».
نزول الآية (٦٨):
سأل اليهود قائلين: والله يا محمد، لقد علمت أنّا أولى بدين إبراهيم منك ومن غيرك، وإنه كان يهوديا، وما بك إلا الحسد، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وروى الترمذي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لكلّ نبيّ ولاة من النّبيين، وإن وليي أبي وخليل ربي، ثم قرأ:{إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ، وَهذَا النَّبِيُّ} الآية.