للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَكُلاًّ ضَرَبْنا} {كُلاًّ} منصوب بفعل تقديره: أنذرنا كلا؛ لأن ضرب الأمثال في معنى الإنذار، فجاز أن يكون تفسيرا ل‍ «أنذرنا». {وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً} {كُلاًّ} منصوب بتبرنا، و {تَتْبِيراً} مصدر مؤكد.

المفردات اللغوية:

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ} أي التوراة {وَزِيراً} معينا يؤازره في الدعوة إلى الله وإعلاء كلمته، ولا ينافي ذلك مشاركته في النبوة، لتآزرهما في الأمر. والوزير: من يستعان برأيه ويستشار في الأمور، يقال: وزير الملك أو الرئيس لأنه يؤازره ويعينه في أعباء الملك أو الرئاسة {إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا} هم فرعون وقومه القبط‍ {فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً} أهلكناهم إهلاكا، وفيه محذوف تقديره: فذهبا إليهم فكذبوهما.

{وَقَوْمَ نُوحٍ} أي واذكر {لَمّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ} أي نوحا وغيره، أو نوحا وحده؛ لأن تكذيبه تكذيب لباقي الرسل؛ لاشتراكهم في الدعوة إلى التوحيد {أَغْرَقْناهُمْ} بالطوفان وهو جواب لمّا {وَجَعَلْناهُمْ لِلنّاسِ} بعدهم أي جعلنا إغراقهم أو قصتهم للناس {آيَةً} عبرة {وَأَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً} أعددنا في الآخرة للكافرين عذابا مؤلما، سوى ما يحل بهم في الدنيا. والجملة إما للتعميم، وإما للتخصيص فيكون وضعا للظاهر موضع الضمير.

{وَعاداً} أي واذكر عادا قوم هود وثمود أو: وثمودا: قوم صالح، فهو إما ممنوع من الصرف على أنه اسم قبيلة، وإما مصروف على أنه الحي أو اسم الأب الأكبر {وَأَصْحابَ الرَّسِّ} هم قوم كانوا يعبدون الأصنام ولهم آبار ومواش، فبعث الله إليهم شعيبا، وقيل: غيره، فكذبوه، فبينا هم حول الرّس: وهي البئر غير المطوية (غير المبنية) قعودا، انهارت بهم وبمنازلهم، جمع رساس. {وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ} أقواما بين ذلك المذكور، بين عاد وأصحاب الرس. {وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ} في إقامة الحجة عليهم، فلم نهلكهم إلا بعد الإنذار {وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً} أهلكنا إهلاكا بتكذيبهم أنبياءهم.

{وَلَقَدْ أَتَوْا} أي مرّ كفار مكة أثناء تجارتهم إلى الشام {عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ} هي سدوم عظمي قرى قوم لوط‍، فأهلك الله أهلها لفعلهم الفاحشة، بمطر مصحوب بالحجارة. والسوء: مصدر ساء {أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها} في أثناء سفرهم إلى الشام، فيعتبروا ويتعظوا بما يرون فيها من آثار عذاب الله. والاستفهام للتقرير. {بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً} أي بل كانوا كفرة لا يخافون بعثا، فلا يؤمنون ولا يتعظون.

<<  <  ج: ص:  >  >>