هذه السورة مدنية على الصحيح، وروي عن الكلبي أنه قال: نزلت كلها بالمدينة إلا قوله تعالى: {ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ.}. فإنها نزلت بمكة. وعن عطاء: العشر الأول منها مدني، وباقيها مكي.
تسميتها:
سميت سورة المجادلة، لافتتاحها بقوله تعالى:{قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها.}. وهذه المرأة هي خولة امرأة أوس بن الصامت.
مناسبة السورة لما قبلها:
تتضح صلة هذه السورة بما قبلها من وجوه ثلاثة هي:
١ - ذكر في مطلع سورة الحديد صفات الله الجليلة، ومنها الظاهر والباطن، والعالم بما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو مع خلقه أينما كانوا، وذكر في مطلع هذه السورة ما يدل على ذلك وهو سماع قول المجادلة التي تشتكي إلى الله، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها حين نزلت:«سبحان الذي وسع سمعه الأصوات، إني في ناحية البيت لا أعرف ما تقول»(١) أي المجادلة.
(١) أخرجه سعيد بن منصور والبخاري تعليقا، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن ماجه، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، بلفظ «الحمد لله..».