وثالثها-قوله:{فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ} ولا بيان أقوى من ذلك (١).
فقه الحياة أو الأحكام:
يستنبط من الآيات ما يأتي:
١ - للمؤمنين بالله ورسله الذين يعملون صالح الأعمال جنات الفردوس التي هي أعلى الجنان، وهم خالدون دائمون فيها، لا يطلبون تحويلا عنها إلى غيرها.
٢ - لا يستطيع أحد على الإطلاق أن يحصر كلمات الله تعالى وعلمه وحكمته وأسراره، ولو كانت البحار والمحيطات وأمثالها دون تحديد حبرا يكتب به.
قال ابن عباس: قالت اليهود، لما قال لهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم:{وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّ قَلِيلاً} قالوا: وكيف، وقد أوتينا التوراة، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا؟ فنزلت:{قُلْ: لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً.}. الآية.
٣ - أمر الله رسوله بالتواضع، وبإعلان صفة البشرية وأنه لا امتياز له على غيره بشيء من الصفات، وأنه لا يعلم إلا ما علّمه الله تعالى، وعلم الله لا يحصى، إلا أن الله تعالى أمره بأن يبلّغ غيره بأن لا إله إلا الله.