{إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً} هو القبطي (المصري، الفرعوني){أَنْ يَقْتُلُونِ} أي به {أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً} أبين {رِدْءاً} معينا {يُصَدِّقُنِي} بتوضيح ما قلته، وتقرير الحجة وإقامة الأدلة، ومجادلة المشركين وتزييف الشبهة.
{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} سنقويك به ونعينك به، والعضد: ما بين المرفق إلى الكتف {سُلْطاناً} غلبة وتفوقا أو حجة قوية {فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما} بسوء {بَيِّناتٍ} واضحات {مُفْتَرىً} مختلق {فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ} أي كائنا في أيامهم {رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ} أي عالم يعلم أني محق وأنتم مبطلون والضمير في {عِنْدِهِ} عائد للرب {وَمَنْ} معطوف على {بِمَنْ} المتقدمة {عاقِبَةُ الدّارِ} العاقبة المحمودة في الآخرة، والمراد بالدار: الدنيا، وعاقبتها الأصلية هي الجنة؛ لأن الدنيا خلقت جسرا للآخرة، والمقصود منها بالذات: هو الثواب والعقاب {إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ} لا يفوزون بالهدى في الدنيا وحسن العاقبة في الآخرة، والظالمون:
الكافرون.
المناسبة:
بعد أن قال الله سبحانه:{فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ} علم موسى عليه السلام أنه يذهب بهذين البرهانين إلى فرعون وقومه، فطلب من الله تعالى ما يقوي قلبه، ويزيل خوفه من فرعون، فيرسل معه أخاه هارون وزيرا، فأجابه الله إلى طلبه.
وكان الرسولان موسى وهارون محاجين فرعون في الربوبية بحجة ساطعة، فلم يكن منه إلا المكابرة والعناد، والافتراء والاتهام الزائف بأن المعجزتين سحر مختلق.
التفسير والبيان:
لما أمر الله تعالى موسى بالذهاب إلى فرعون، الذي خرج من ديار مصر فرارا منه، وخوفا من سطوته: