للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النحل ٥١/ ١٦] وإن كان الإلهان لا يكونان إلا اثنين للتأكيد. وجاء تذكير {نُفِخَ} لأن تأنيث النفخة غير حقيقي.

{فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ.}. يومئذ: ظرف منصوب متعلق ب‍ {وَقَعَتِ}، وكذلك {يَوْمَئِذٍ} الثانية يتعلق ب‍ {واهِيَةٌ} وكذلك يومئذ في {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ} يتعلق ب‍ {تُعْرَضُونَ}.

البلاغة:

{وَقَعَتِ الْواقِعَةُ} بينهما جناس اشتقاق، وكذلك مثله {لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ}.

المفردات اللغوية:

{فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ} هي النفخة الأولى التي عندها خراب العالم، والصور:

البوق. {حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ} رفعت من أماكنها. {فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً} دقتا وضرب بعضها ببعض، فصارت أرضا مستوية لا عوج فيها، وكتلة واحدة. والدك والدق متقاربان في المعنى، غير أن الدك أبلغ. {فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ} أي فحينئذ قامت القيامة، والواقعة:

النازلة. {وَانْشَقَّتِ السَّماءُ} تصدعت وتشققت وتبددت. {واهِيَةٌ} مختلة ضعيفة مسترخية لا تماسك بين أجزائها.

{وَالْمَلَكُ} الملائكة، فالمراد به الجنس. {عَلى أَرْجائِها} جوانب السماء وأطرافها، جمع رجا أي جانب. {فَوْقَهُمْ} فوق الملائكة الذين هم على الأرجاء. {ثَمانِيَةٌ} ثمانية أملاك.

{تُعْرَضُونَ} للحساب. {لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ} لا تخفى سريرة من السرائر.

المناسبة:

بعد أن بالغ الله تعالى في تهويل القيامة، وذكر القصص الثلاث لبيان مآل المكذبين بها، تفخيما لشأنها، وتنبيها على إمكانها، شرع سبحانه في بيان تفاصيل أحوال القيامة وأهوالها، وابتدأ بمقدماتها.

التفسير والبيان:

{فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ} أي فإذا نفخ إسرافيل النفخة الأولى التي يكون عندها خراب العالم. وهذا إخبار عن أهوال يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>