للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيضرب {الْحُسْنى} الجنة {وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ} وهم الكفار {لافْتَدَوْا بِهِ} من العذاب {أُولئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسابِ} المؤاخذ بكل ما عملوه، لا يغفر منه شيء، أو المناقشة في الحساب، بأن يحاسب الإنسان بذنبه، لا يغفر منه شيء {وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ} مرجعهم النار {وَبِئْسَ الْمِهادُ} المستقر والفراش هي، والمخصوص بالذم محذوف.

{أَفَمَنْ يَعْلَمُ.}. الهمزة للإنكار، أي فيؤمن ويستجيب كالحمزة {كَمَنْ هُوَ أَعْمى} عمى القلب لا يؤمن بالنبي صلّى الله عليه وسلّم كأبي جهل، والمراد لا يستويان، ولا يتشابهان {يَتَذَكَّرُ} يتعظ‍ {أُولُوا الْأَلْبابِ} أصحاب العقول.

المناسبة:

بعد أن ذكر الله تعالى وجود دعوتين: دعوة الحق، ودعوة الباطل، وأن دعوة الله هي دعوة الحق ودعوة ما يعبدون من دونه هي دعوة الباطل، ولما شبه تعالى المؤمن والكافر والإيمان والكفر، بالبصير والأعمى، والنور والظلمات، ذكر مثلا آخر للإيمان والكفر، وأبان مثلا للحق وأهله، والباطل وحزبه، فجعل مثل الحق وأهله في ثباته وبقائه بالماء النازل من السماء فينفع الأرض والناس، وبالمعدن الذي ينتفعون به في صوغ الحلي منه، واتخاذ الأواني والآلات المختلفة، وجعل مثل الباطل في اضمحلاله وفنائه وسرعة زواله وانعدام منفعته بزبد السيل الذي يرمي به، وزبد المعدن الذي يطفو فوقه إذا أذيب.

التفسير والبيان:

اشتملت الآية الأولى على مثلين للحق وهو القرآن أو الإيمان في ثباته وبقائه ونفعه، والباطل وهو الكفر في اضمحلاله وفنائه، فقال تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ.} ..

أي أنزل الله تعالى من السحاب مطرا، فأخذ كل واد بحسبه صغرا وكبرا، وهو إشارة إلى القلوب وتفاوتها في استيعاب الإيمان سعة وضيقا، فحمل السيل

<<  <  ج: ص:  >  >>