للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{إِدًّا} منكرا عظيما. والإدّة: الشدة. يقال: أدّني الأمر وآدني: أثقلني وعظم علي.

{يَتَفَطَّرْنَ} يتشققن مرة بعد أخرى، التفطر: التشقق. {وَتَخِرُّ} تسقط‍ وتنهدم. {هَدًّا} أي تهدّ هدّا أو مهدودة. والمعنى: أن هول هذه الكلمة وعظمها بحيث لو تصوّر بصورة محسوسة، لم تتحملها هذه الأجرام العظام، وتفتّت من شدتها.

{وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} أي ما يليق به ذلك. {إِنْ كُلُّ..}. ما كل.

{عَبْداً} منقادا خاضعا ذليلا يوم القيامة. {لَقَدْ أَحْصاهُمْ} حصرهم وأحاط‍ بهم، فلا يخرجون عن علمه وقدرته. {وَعَدَّهُمْ عَدًّا} عدّ أشخاصهم وأنفاسهم وأفعالهم، فإن كل شيء عنده بمقدار.

{فَرْداً} منفردا بلا مال ولا نصير.

المناسبة:

بعد أن ردّ الله تعالى على عبدة الأوثان، عاد إلى الرد على من أثبت له ولدا كاليهود الذين قالوا: عزير ابن الله، والنصارى الذين قالوا: المسيح ابن الله:

{وَقالَتِ الْيَهُودُ: عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ، وَقالَتِ النَّصارى: الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ} [التوبة ٣٠/ ٩]، وبعض مشركي العرب الذين قالوا: الملائكة بنات الله، وكل ذلك إفك مفترى.

التفسير والبيان:

{وَقالُوا: اِتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً، لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا} أي وقال الكفار (اليهود والنصارى والمشركون من العرب الذين يزعمون أن الملائكة بنات الله):

إن الله اتخذ ولدا، فردّ الله تعالى عليهم: لقد جئتم بهذا القول شيئا منكرا، وقلتم قولا عظيم الجرم والإثم. والإدّ: الداهية والأمر المنكر الشنيع الفظيع.

{تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ، وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا} أي تقارب السموات أن تتشقق منه، وأن تتصدع وتخسف الأرض، وتسقط‍ بصوت شديد، وتنهدم الجبال هدما شديدا تتضعضع منه، لشدة نكرانه، إعظاما للربّ وإجلالا، لأنهن مخلوقات على توحيده، وأنه لا شريك له ولا نظير ولا ولد

<<  <  ج: ص:  >  >>