للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{فَصَدَقَتْ} و {فَكَذَبَتْ} و {الصّادِقِينَ} و {الْكاذِبِينَ} بين كلّ طباق.

{مِنَ الْخاطِئِينَ} من باب تغليب الذكور على الإناث.

المفردات اللغوية:

{وَراوَدَتْهُ} طلبت منه زليخا مواقعتها برفق ولين ومخادعة، ومنه قوله: {سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ} [يوسف ٦١/ ١٢] أي نحتال عليه ونخدعه عن إرادته، ليرسل أخاه بنيامين معنا، ومنه الرائد: الذاهب لطلب شيء. والمراد من آية {وَراوَدَتْهُ} تحايلت لمواقعته إياها، ولم تجد منه قبولا. {وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ} أحكمت إغلاق أبواب البيت، قيل: كانت سبعة، والتشديد: للتكثير أو للمبالغة في الإيثاق. {هَيْتَ لَكَ} أي هلمّ وأقبل وبادر، أو تهيأت، وهي لغة عرب حوران والكلمة: اسم فعل مبني على الفتح، ولام {لَكَ} للتبيين، كالتي في «سقيا لك».

{قالَ: مَعاذَ اللهِ} أعوذ بالله وأتحصن من الجهل والفسق. {إِنَّهُ رَبِّي} إن الذي اشتراني سيدي قطفير، أو إن الشأن {أَحْسَنَ مَثْوايَ} مقامي، أي أحسن تعهدي، إذ قال لك:

{أَكْرِمِي مَثْواهُ} فلا أخونه في أهله. وقيل: إن الضمير لله تعالى، أي إنه الذي خلقني وأحسن منزلتي بأن عطف عليّ قلب سيدي، فلا أعصيه. {إِنَّهُ} أي الشأن {لا يُفْلِحُ الظّالِمُونَ} المجازون الحسن بالسيء، وقيل: الزناة، فإن الزنى ظلم على الزاني والمزني بأهله.

{هَمَّتْ بِهِ} قصدت منه الجماع ومخالطته أو أن تبطش به لعصيانه أمرها، والهم بالشيء:

قصده والعزم عليه ومنه الهمام: وهو الذي إذا همّ بشيء أمضاه. {وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ} أي لولا وجود النبوة، أو مراقبة الله تعالى وطاعته ورؤية ربه متجليا عليه، لقصد مخالطتها، والمفهوم من {لَوْلا} أنه لم يقصد ذلك أصلا، لوجود خشية الله في قلبه؛ لأن {لَوْلا} حرف امتناع لوجود، فعند ما تقول: لولا إتيان ضيف إلى البارحة لجئت إليك، تعني تعذر المجيء لصاحبك بسبب مجيء ضيف يزورك، فالضيف مانع من حصول المجيء، وكذلك هنا: لولا برهان النبوة ومراقبة الله لهمّ بها.

{كَذلِكَ} أي مثل ذلك التثبيت ثبتناه وأريناه البرهان. {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ} الخيانة {وَالْفَحْشاءَ} الزنى {إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ} المختارين الذين اجتباهم الله واختارهم لطاعته وعلى قراءة كسر اللام {الْمُخْلَصِينَ} يكون المراد: المخلصين في الطاعة.

{وَاسْتَبَقَا الْبابَ} أي تسابقا إلى الباب، فحذف الجار، أو ضمن الفعل معنى الابتدار، أي أسرع كل منهما نحو الباب، وذلك أن يوسف فرّ منها ليخرج، وأسرعت وراءه لتمنعه الخروج،

<<  <  ج: ص:  >  >>