{الطَّامَّةُ الْكُبْرى} الداهية العظمى وهي القيامة، التي تطمّ، أي تعلو على سائر الدواهي، والتي هي أكبر الطامات، أو النفخة الثانية التي يكون معها البعث، أو ساعة سوق أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار. {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى} بأن يراه مدونا في صحيفته، وكان قد نسيه من فرط الغفلة أو طول المدة، والمراد: كل ما عمل في الدنيا من خير أو شر. {وَبُرِّزَتِ} أظهرت. {الْجَحِيمُ} النار المحرقة. {لِمَنْ يَرى} لكل راء، بحيث لا تخفى على أحد.
{طَغى} تكبر وتجاوز الحد، حتى كفر. {وَآثَرَ} قدّم وفضل. {الْحَياةَ الدُّنْيا} باتباع الشهوات، ولم يستعد للآخرة بالعبادة وتهذيب النفس. {الْمَأْوى} المستقر، أي مأواه، واللام فيه سادّة مسدّ الإضافة، للعلم بأن صاحب المأوى هو الطاغي. {مَقامَ رَبِّهِ} مقامه بين يدي ربّه لعلمه بالمبدأ والمعاد، أو جلاله وعظمته. {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى} زجرها وكفّها عن هواها المردي باتباع الشهوات. {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى} ليس له سواها مأوى. والحاصل أن العاصي في النار والمطيع في الجنة.
{يَسْئَلُونَكَ} أي كفار مكة. {أَيّانَ مُرْساها} متى إرساؤها أي وقوعها وقيامها.
{فِيمَ} أي في أي شيء. {أَنْتَ مِنْ ذِكْراها} أي ما أنت من ذكراها لهم، والمراد: ليس عندك علمها حتى تذكرها. {مُنْتَهاها} منتهى علمها، لا يعلمه غيره. {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ} إنما ينفع إنذارك. {مَنْ يَخْشاها} يخافها، أي إنما بعثت لإنذار من يخاف هولها، وهو لا يناسب تعيين الوقت. وأما تخصيص (من يخشى) فلأنه المنتفع بالإنذار. {لَمْ يَلْبَثُوا} في الدنيا أو في القبور.
{إِلاّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها} أي عشية يوم أو ضحاه، كقوله تعالى:{إِلاّ ساعَةً مِنْ نَهارٍ}[الأحقاف ٣٥/ ٤٦]. وإنما أضاف الضحى إلى العشية؛ لأنهما من يوم واحد.
سبب النزول:
نزول الآية (٤٢):
{يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ.}.: أخرج الحاكم وابن جرير عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأل عن الساعة، حتى أنزل عليه:{يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها، فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها، إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: أن مشركي أهل مكة سألوا