للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} ألا يعلم السر والجهر من أوجد الأشياء على وفق حكمته.

{اللَّطِيفُ} العالم بدقائق الأمور وخفاياها التي لا يدركها العالمون. {الْخَبِيرُ} المطلع على ظواهر الأشياء وبواطنها. {ذَلُولاً} سهلة منقادة لينة يسهل لكم السير فيها والانتفاع بها.

{مَناكِبِها} جوانبها وطرقها، جمع منكب: وهو في الأصل مجتمع ما بين العضد والكتف.

{النُّشُورُ} الخروج من القبور، والحياة بعد الموت، والرجوع إلى الله بعد البعث للجزاء.

سبب نزول الآية (١٣):

{وَأَسِرُّوا.}.: قال ابن عباس: نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فخبّره جبريل عليه السلام بما قالوا فيه ونالوا منه، فيقول بعضهم لبعض: أسرّوا قولكم لئلا يسمع إله محمد.

المناسبة:

بعد وعيد الكفار بعذاب النار، ذكر الله تعالى للمقابلة وعد المؤمنين بالمغفرة والأجر الكبير، ثم عاد إلى تهديد الكافرين والناس جميعا بأنه عليم بكل ما يصدر عنهم في السر والعلن، وأقام الدليل على ذلك بأنه هو الخالق والقادر الذي ذلّل الأرض للعالم، وأذن لهم بالانتفاع بما فيها من خيرات وكنوز ظاهرة وباطنة كالزروع والثمار والمعادن.

التفسير والبيان:

{إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} أي إن الذين يخافون عذاب ربهم ولم يروه، فيؤمنون به خوفا من عذابه، ويخافون الله في السر والعلن، فيخشون ربهم إذا كانوا غائبين عن الناس، بالكف عن المعاصي والقيام بالطاعات، حيث لا يراهم أحد إلا الله تعالى، هؤلاء لهم مغفرة عظيمة يغفر الله بها ذنوبهم، وثواب جزيل، وهو الجنة.

ثبت في الصحيحين: «سبعة يظلّهم الله تعالى في ظل عرشه، يوم لا ظل

<<  <  ج: ص:  >  >>