{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} تاء {عَجِبْتَ} بالفتح: تاء المخاطب. وقرئ بالضم: إما إخبارا عن الله من إنكار الكفار البعث، مع بيان القدرة على الابتداء، حتى بلغ هذا الإنكار منزلة يقال فيه: عجبت، وإما بتقدير: قل عجبت، وحذف القول في كلام العرب كثير.
{فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ} قال الزمخشري: {فَإِنَّما} جواب شرط مقدر، وتقديره: إذا كان ذلك، فما هي إلا زجرة واحدة.
البلاغة:
{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} طباق بين التعجب والسخرية.
المفردات اللغوية:
{فَاسْتَفْتِهِمْ} فاستخبر مشركي مكة المنكرين للبعث أو بني آدم، إما على سبيل التقرير أو التوبيخ. {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا} أهم أقوى أجساما وأعظم أعضاء وأشق إيجادا، أم من خلقنا من الملائكة والسموات والأرض وما بينهما، والمشارق، والكواكب، والشهب الثواقب؟ والإتيان بمن هنا: لتغليب العقلاء. {إِنّا خَلَقْناهُمْ} أي خلقنا أصلهم آدم. {مِنْ طِينٍ لازِبٍ} أي لزج يلصق باليد. والمعنى: كيف يستبعدون المعاد، وهم مخلوقون من هذا الخلق الضعيف؟