للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات اللغوية:

{وَإِنْ ما} فيه إدغام نون. «إن» الشّرطية في «ما» المزيدة. {نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ} به من العذاب في حياتك، وهو فعل الشّرط‍، وجوابه محذوف، أي فذاك. {أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} قبل تعذيبهم. {فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ} ما عليك إلا البلاغ. {وَعَلَيْنَا الْحِسابُ} إذا صاروا إلينا، فنجازيهم.

{أَوَلَمْ يَرَوْا} أي أهل مكة. {أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ} أي أرض الحياة التي يعيشون فيها.

{أَطْرافِها} جوانبها، والنقص منها بما نفتحه على المسلمين منها. {وَاللهُ يَحْكُمُ} في خلقه بما يشاء. {لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} لا رادّ ولا مبطل له، والمعقّب: الذي يتعقّب الشيء فيبطله بالنّقد، ويقال لصاحب الحقّ: معقّب؛ لأنه يتابع غريمه المدين بالطّلب، والمعنى: أنه حكم للإسلام بالإقبال وعلى الكفر بالإدبار، وذلك كائن لا يمكن تغييره. {وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ} يحاسبهم عما قريب في الآخرة بعد ما عذّبهم بالقتل والإجلاء في الدنيا.

{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} من الأمم بأنبيائهم، كما مكروا بك. والمكر: إرادة الشيء في خفية. {فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً} أي لا يؤبه بتدبير دون تدبيره، فإنه القادر على ما هو المقصود منه دون غيره. {يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ} فيعدّ جزاءها، وهذا هو المكر «التّدبير» كلّه؛ لأنه يأتيهم به من حيث لا يشعرون. {وَسَيَعْلَمُ الْكُفّارُ} المراد به كلّ كافر. {لِمَنْ عُقْبَى الدّارِ} أي العاقبة المحمودة في الدّار الآخرة، ألهم، أم للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه.

{شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} على صدقي. {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ} أي المطّلع على حقيقة الكتاب الإلهي من مؤمني اليهود والنّصارى. ومن هاهنا: لابتداء الغاية.

المناسبة:

بعد أن ذكر الله تعالى اقتراح المشركين إنزال آيات واستعجال العذاب، ذكر هنا احتمال وقوع ما توعّدوا به، وبيان أن وظيفة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم التّبليغ، وأن آثار حصول تلك المواعيد وعلاماتها قد ظهرت وقويت، بفتح المسلمين جوانب الأرض، وأن الله يحكم في خلقه ما يريد.

ثم أبان أنّ مكر هؤلاء المشركين ومن تقدّمهم لا يضرّ المسلمين شيئا، فالنّصر سيكون لهم، والهزيمة والعذاب لغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>