{فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} بين الفعلين الأول والثاني ما يسمى بطباق السلب.
المفردات اللغوية:
{وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ} أي التوراة {وَالْحُكْمَ} أي والحكمة النظرية والعملية، أو الفهم والقضاء والفصل في الخصومات بين الناس، لأنهم كانوا ملوكا وحكاما {وَالنُّبُوَّةَ} النبوة لموسى وهارون وكثير من الأنبياء، إذ كثر فيهم الأنبياء ما لم يكثر في غيرهم {وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ} المباحات اللذائذ كالمن والسلوى {وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ} عالمي زمانهم البشر، حيث آتيناهم ما لم نؤت غيرهم.
{بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ} دلائل واضحات في أمر الدين، ومنها المعجزات {فَمَا اخْتَلَفُوا} في ذلك الأمر الديني {إِلاّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} العلم بحقيقة الحال عداوة وحسدا {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ.}. بالمؤاخذة والمجازاة.
{ثُمَّ جَعَلْناكَ} يا محمد {عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ} طريقة ومنهج من أمر الدين، وأصل الشريعة: مورد الماء، ثم أستعير للدين، لأن الناس يردون فيه ما تحيا به نفوسهم {فَاتَّبِعْها} اتبع شريعتك الثابتة بالحجج {وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} آراء الجهال التابعة للشهوات.
{لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ} لن يدفعوا عنك {مِنَ اللهِ} من عذابه {وَإِنَّ الظّالِمِينَ} الكافرين