يخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلّم أنه يعلم جميع أحواله وأحوال أمته وجميع الخلائق في كل لحظة.
وما تكون أيها الرسول في أي أمر من أمورك الخاصة أو العامة، وما تتلو من أجل ذلك الشأن من قرآن ينزل عليك، لنشر الدعوة بين الناس إلا ونحن شهود عليكم.
وفي التعبير بالشأن دليل على أن جميع أموره صلى الله عليه وسلّم كانت عظيمة، حتى العادات؛ لأنه قدوة حسنة للمؤمنين. وبعد أن خصه الله بأمرين وهما {وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ} و {وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ} خاطب جميع الأمة التي هو رأسها.
وضمير {مِنْهُ} إما عائد إلى الشأن، وإما إلى القرآن أي وما تتلو من القرآن من قرآن؛ لأن القرآن اسم للمجموع واسم لكل جزء من أجزاء القرآن، والإضمار قبل الذكر يدل على التعظيم، وإما إلى الله أي وما تتلو من قرآن نازل من عند الله.
{وَلا تَعْمَلُونَ.}. أي ولا تعملون أيتها الأمة أي عمل صغير أو كبير، خير أو شر، وأي عمل كان، إلا كنا عليكم شاهدين رقباء مطلعين، نحصي عليكم، وسنجازيكم عليه.
{إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} أي تندفعون وتأخذون فيه، أي في ذلك الشيء.
وما يبعد عن الله ولا يغيب عن علمه أي شيء، ولو كان مثقال ذرة أي وزن أصغر نملة أو هباء، وبه يضرب المثل في الصغر والخفة، ولا أصغر من الذرة أي أجزاء الذرة، وهذا يشير إلى نظرية أو مبدأ تحطيم الذرة واكتشاف جزيئاتها،