١١ - لما ذكر تعالى البركة في الذرية والكثرة، قال: منهم محسن ومنهم مسيء، وأن المسيء لا تنفعه بنوة النبوة، فاليهود والنصارى، وإن كانوا من ولد إسحاق، والعرب وإن كانوا من ولد إسماعيل، فلا بد من الفرق بين المحسن والمسيء، والمؤمن والكافر. وفي التنزيل رد عليهم:{وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى: نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبّاؤُهُ} الآية [المائدة ١٨/ ٥] أي أبناء رسل الله، فرأوا لأنفسهم فضلا.
{مَنَنّا عَلى مُوسى وَهارُونَ} أنعمنا عليهما بالنبوة وغيرها من المنافع الدينية والدنيوية {وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} نجيناهما من تغلب فرعون واستعباده بني إسرائيل قومهما، ومن الغرق {وَنَصَرْناهُمْ} الضمير يعود عليهما مع القوم، والنصر على القبط {فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ} على فرعون وقومه.
{وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ} البليغ في بيانه وفيما أتى به من الحدود والأحكام وغيره، وهو التوراة {الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ} الطريق الموصل إلى الحق والصواب {وَتَرَكْنا} أبقينا عليهما ثناء حسنا {سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ} سلام منا عليهما {إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} مثل ذلك الجزاء نجزي المحسنين المطيعين لله. {إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} شهادة لهما بالإيمان، وهي علة الإحسان إليهما.