للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{قُلْ: أَتَعْبُدُونَ} استفهام للإنكار.

{لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ} تقبيح لسوء أعمالهم وتعجب منه بالتوكيد والقسم.

المفردات اللغوية:

{مِنْ دُونِ اللهِ} أي غيره {هُوَ السَّمِيعُ} لأقوالكم {الْعَلِيمُ} بأحوالكم {يا أَهْلَ الْكِتابِ} اليهود والنصارى {لا تَغْلُوا} تجاوزوا الحدود، والغلو: نقيض التقصير، وهو الإفراط‍ وتجاوز الحد {فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} أي غلوا باطلا، بأن تضعوا عيسى أو ترفعوه فوق حقه {أَهْواءَ قَوْمٍ} آراء قوم مبعثها الهوى والشهوة دون الحجة والبرهان {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ} بغلوهم وهم أسلافهم {وَأَضَلُّوا كَثِيراً} من الناس {وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ} طريق الحق، والسواء في الأصل: الوسط‍.

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} اللعن: الطرد من الرحمة واللطف الإلهي {عَلى لِسانِ داوُدَ} بأن دعا عليهم فمسخوا قردة، وهم أصحاب أيلة {وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} بأن دعا عليهم فمسخوا خنازير، وهم أصحاب المائدة {ذلِكَ بِما عَصَوْا} ذلك اللعن.

{كانُوا لا يَتَناهَوْنَ} أي لا ينهى بعضهم عن بعض {يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي يوالونهم ويؤيدونهم، وهم أهل مكة بغضا لك. {ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ} من العمل لآخرتهم.

المناسبة:

بعد أن رد الله تعالى على أباطيل اليهود، ثم رد على أباطيل النصارى، وأقام الدليل القاهر على بطلانها وفسادها، أنكر على كل من عبد غير الله من الأصنام والأنداد والأوثان، وأبان أنها لا تستحق شيئا من الألوهية، ثم خاطب مجموع الفريقين من اليهود والنصارى فقال: {يا أَهْلَ الْكِتابِ، لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ}.

التفسير والبيان:

قل يا محمد لهؤلاء العابدين غير الله، سواء من أهل الكتاب أو من المشركين عبدة الأوثان: أتعبدون غير الله الذي لا يقدر على دفع ضر عنكم، ولا جلب نفع

<<  <  ج: ص:  >  >>