{وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ} عطف أيضا على جواب القسم.
{فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} تقديره: إلى أين تذهبون؟ إلا أنه حذف حرف الجر كما حذف من قولهم: ذهبت الشام، أي إلى الشام.
{لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}{لِمَنْ}: بدل من قوله {الْعالَمِينَ} بدل بعض من كل.
{وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} أي ببخيل، وقرئ «بظنين» بالظاء، أي بمتهم.
البلاغة:
{بِالْخُنَّسِ} و {الْكُنَّسِ} بينهما جناس ناقص.
{وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ} استعارة تصريحية، شبه إقبال النهار وانتشار الضياء بنسمات الهواء العليل، واستعار لفظ التنفس لإقبال النهار بعد الظلام الدامس.
{وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} كناية، كنى عن محمد صلّى الله عليه وسلّم بلفظ {صاحِبُكُمْ}.
{أَمِينٍ} و {مَكِينٍ} بينهما جناس ناقص غير تام.
{بِالْخُنَّسِ}، و {الْكُنَّسِ}، و {عَسْعَسَ}، و {تَنَفَّسَ} إلخ سجع مرصع وهو توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات.
المفردات اللغوية:
{فَلا أُقْسِمُ} أي أقسم، و {فَلا}: لتأكيد الخبر. {بِالْخُنَّسِ} بالكواكب الرواجع، من خنس يخنس: إذا تأخر، وواحدها: خانس: أي منقبض مستخفي، فهي التي ترجع في مجراها وراء الشمس، وهي عند الجمهور: الكواكب السيارة كالشمس والقمر وزحل وعطارد والمريخ والزهرة والمشتري. الجواري السيارة التي تجري مع الشمس والقمر، وترجع حتى تخفى مع ضوء الشمس. {الْكُنَّسِ} التي تكنس في أبراجها، أي تستتر، فهي تختفي تحت ضوء الشمس، من كنس الظبي أو الوحش: إذا دخل كناسة، وهو بيته المتخذ من أغصان الشجر، وقيل: المراد الكواكب الخمسة السيارة، فخنوسها: رجوعها إلى أول البرج، وكنوسها: اختفاؤها نهارا تحت ضوء الشمس، وغيبتها في المواضع التي تغيب فيها عن البصر نهارا ثم تظهر ليلا. والخلاصة: أن {بِالْخُنَّسِ} على الأرجح: هي جميع الكواكب، كما جاء في الصحاح؛ لأنها تخنس (تختفي) نهارا، وتختفي عن البصر في المغيب، وتظهر ليلا، ثم تكنس وتستتر في مغيبها تحت الأفق، كما تكنس