سميت سورة الحاقة؛ لافتتاحها بالاستفهام عنها، تفخيما لشأنها وتعظيما لهولها، و {الْحَاقَّةُ} اسم من أسماء يوم القيامة؛ لأن فيها يتحقق الوعد والوعيد، ولهذا عظم الله أمرها بالسؤال عنها، أو هي الساعة الواجبة الوقوع، الثابتة المجيء، التي هي آتية لا ريب فيها.
مناسبتها لما قبلها:
تتعلق السورة بما قبلها من وجهين:
١ - وقع في سورة (ن) ذكر يوم القيامة مجملا، في قوله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ}[٤٢] وفي هذه السورة أوضح تعالى نبأ هذا اليوم وشأنه العظيم: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ، وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ}.
٢ - هدد الله تعالى في السورة السابقة كل من كذب بالقرآن وتوعده بقوله:
{فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ.}. [٤٤] وفي هذه السورة ذكر أحوال الأمم التي كذبت الرسل وما عوقبوا به، للعظة والزجر والعبرة للمعاصرين.