{إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ} مكانان مرتفعان بمكة بينهما (٧٦٠ ذراعا) والصفا: تجاه البيت الحرام، وما بينهما المسعى، وهو مسقوف الآن، ومبلط بالرخام الجميل، مثل سائر الحرم المكي.
{شَعائِرِ اللهِ} جمع شعيرة وهي العلامة، وتسمى المشاعر أيضا، وواحدها مشعر، وهي تطلق أحيانا على معالم الحج ومواضع النسك، وحينا آخر على العبادة والنسك فيه، والمراد هنا: مناسك الحج، وفيه حذف تقديره: من أعلام دين الله. {حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ} الحج لغة: القصد، وشرعا قصد البيت الحرام للنسك أو أداء المناسك المعروفة. والعمرة لغة: الزيارة، وشرعا: زيارة مخصوصة للبيت الحرام، وهي كالحج، لكن ليس فيها وقوف بعرفة ولا بالمزدلفة ولا بمنى، ولا تتحدد بزمان معين، ووقتها: كل أيام السنة. والاعتمار: أداء مناسك العمرة. {فَلا جُناحَ} فلا إثم. {أَنْ يَطَّوَّفَ}: أصله يتطوّف: أي يكرر الطواف، والمراد به السعي بين الصفا والمروة، وهو من مناسك الحج بالإجماع،
وبيّن صلّى الله عليه وسلّم فرضيته بقوله فيما رواه البيهقي وغيره:«إن الله كتب عليكم السعي»
وروى مسلم:«ابدؤوا بما بدأ الله به» يعني الصفا.
{تَطَوَّعَ} فعل الطاعة فرضا أو نفلا، والتطوع لغة: الإتيان بالفعل طوعا لا كرها، ثم أطلق على التبرع بالخير، لأنه طوع لا كره، وعلى الإكثار من الطاعة بالزيادة على الواجب.
{فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ} لعمله أي مجاز عليه بالإثابة عليه، فهو سبحانه يجزي بالإحسان إحسانا.
{يَكْتُمُونَ} الكتمان: ترك إظهار الشيء مع الحاجة إليه، وحصول الداعي إلى إظهاره. وما لم يكن كذلك لا يعد كتمانا.
{ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى} كآية الرجم ونعت محمد صلّى الله عليه وسلّم {فِي الْكِتابِ}: التوراة {يَلْعَنُهُمُ اللهُ} يبعدهم من رحمته {وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ} الملائكة والمؤمنون، أو كل شيء، بالدعاء عليهم باللعنة.
{خالِدِينَ فِيها} أي في اللعنة، أو في النار المدلول بها عليها. {يُنْظَرُونَ} يمهلون لتوبة أو معذرة، من الإنظار: وهو الإمهال.