للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معرفة، ولا ما يقارب المعرفة؛ لأن ما بعده جملة، وهي نكرة، فتكون صفة للنكرة، وشرط‍ الفصل أن يكون بين معرفتين أو بين معرفة وما يقارب المعرفة. {وَما يَأْتِيهِمْ} {وَما} للحال، وهذا على حكاية الحال الماضية.

البلاغة:

{الْمُجْرِمِينَ} {الْأَوَّلِينَ} {مُنْظَرِينَ} بينها سجع، وكذلك بين {يَعْرُجُونَ} و {مَسْحُورُونَ}.

المفردات اللغوية:

{وَقالُوا: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ.}. نادوا به النبي صلّى الله عليه وسلّم على التهكم {الذِّكْرُ} القرآن {إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} أي إنك لتقول قول المجانين، حتى تدّعي أن الله تعالى نزل عليك الذكر أي القرآن {لَوْ ما} أي هلا، للتحضيض على فعل ما يقع بعدها {مِنَ الصّادِقِينَ} في دعواك أو قولك:

إنك نبي، وإن هذا القرآن من عند الله {إِلاّ بِالْحَقِّ} إلا تنزيلا ملتبسا بالحق وملازما له، أي بالوجه الذي قدره واقتضته حكمته، ولا حكمة في أن تأتيكم بصورة تشاهدونها، فإنه لا يزيدكم إلا لبسا وخلطا، ولا في معاجلتكم بالعقوبة، فإن بعضكم وبعض ذريتكم سيؤمن، وقيل: {بِالْحَقِّ} أي الوحي أو العذاب {إِذاً} أي حين نزول الملائكة بالعذاب {مُنْظَرِينَ} مؤخرين.

{إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} القرآن، وهو رد لإنكارهم واستهزائهم {وَإِنّا لَهُ لَحافِظُونَ} من التبديل والتحريف، والزيادة والنقص، بأن جعلناه معجزا مباينا لكلام البشر، بحيث لا يخفى تغيير نظمه على أهل العربية، أو المراد نفي تطرق الخلل إليه أثناء بقائه بضمان الحفظ‍ له. {مِنْ قَبْلِكَ} أي أرسلنا رسلا {فِي شِيَعِ} فرق، وهي جمع شيعة: وهي الفرقة أو الجماعة المتفقة على رأي واحد، في العقيدة أو في المذهب، أو في الرأي. {إِلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} كاستهزاء قومك بك، وهذا تسلية له صلّى الله عليه وسلّم. {نَسْلُكُهُ} ندخله، أي مثل إدخالنا التكذيب في قلوب أولئك ندخله {فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ} أي كفار مكة {لا يُؤْمِنُونَ بِهِ} بالنبي صلّى الله عليه وسلّم {وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} أي مضت سنة الله فيهم من تعذيبهم بتكذيبهم أنبياءهم، وهؤلاء مثلهم.

{وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ} على هؤلاء المقترحين {فَظَلُّوا فِيهِ} في الباب {يَعْرُجُونَ} يصعدون {سُكِّرَتْ أَبْصارُنا} سدّت ومنعت عن الإبصار {مَسْحُورُونَ} قد سحرنا محمد بذلك، يخيل إلينا أننا مسحورون، والإضراب ببل دلالة على البت بأن ما يرونه لا حقيقة له، بل هو باطل خيل إليهم بنوع من السحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>