{فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ}{ما كانُوا}: في موضع رفع؛ لأنه فاعل {فَحاقَ} وتقديره: حاق بهم عقاب ما كانوا به يستهزئون. و {ما}: مصدرية، أي عقاب استهزائهم.
{ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}{عاقِبَةُ}: اسم كان المرفوع. و {كَيْفَ}:
خبر كان المنصوب. وإنما قال: كان، ولم يقل كانت لوجهين:
أحدهما-لأن {عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} في معنى: مصيرهم، والحمل على المعنى كثير في كلامهم.
والثاني-لأن تأنيث العاقبة غير حقيقي، فجاز تذكير فعلها، كقولهم: حسن دارك، واضطرم نارك.
{اُسْتُهْزِئَ} الاستهزاء: السّخرية، والاستهزاء بشخص: احتقاره والتّهكّم عليه، ويتبعه الضّحك غالبا. {فَحاقَ} نزل وأحاط بهم فلم يكن لهم منه مفرّ. والمراد أحاط العذاب بالساخرين، فكذا بمن استهزأ بك. {عاقِبَةُ} مصير أو آخر الأمر، مثل قوله تعالى:{وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ}[فاطر ٤٣/ ٣٥] والحيق: ما ألم بالإنسان من مكر أو سوء يعمله.
المناسبة:
كانت اقتراحات بعض كفار مكّة كإنزال ملك من الملائكة مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم