للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاقبة المستهزئين والمكذّبين

{وَلَقَدِ اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ اُنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١)}

الأعراب:

{فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ} {ما كانُوا}: في موضع رفع؛ لأنه فاعل {فَحاقَ} وتقديره: حاق بهم عقاب ما كانوا به يستهزئون. و {ما}: مصدرية، أي عقاب استهزائهم.

{ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} {عاقِبَةُ}: اسم كان المرفوع. و {كَيْفَ}:

خبر كان المنصوب. وإنما قال: كان، ولم يقل كانت لوجهين:

أحدهما-لأن {عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} في معنى: مصيرهم، والحمل على المعنى كثير في كلامهم.

والثاني-لأن تأنيث العاقبة غير حقيقي، فجاز تذكير فعلها، كقولهم: حسن دارك، واضطرم نارك.

البلاغة:

{اُسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ} تنكير {بِرُسُلٍ} للتكثير والتّفخيم.

المفردات اللغوية:

{اُسْتُهْزِئَ} الاستهزاء: السّخرية، والاستهزاء بشخص: احتقاره والتّهكّم عليه، ويتبعه الضّحك غالبا. {فَحاقَ} نزل وأحاط‍ بهم فلم يكن لهم منه مفرّ. والمراد أحاط‍ العذاب بالساخرين، فكذا بمن استهزأ بك. {عاقِبَةُ} مصير أو آخر الأمر، مثل قوله تعالى: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّ بِأَهْلِهِ} [فاطر ٤٣/ ٣٥] والحيق: ما ألم بالإنسان من مكر أو سوء يعمله.

المناسبة:

كانت اقتراحات بعض كفار مكّة كإنزال ملك من الملائكة مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم

<<  <  ج: ص:  >  >>