{أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ}{أَمَّنْ} بالتشديد: بإدخال «أم» بمعنى بل والهمزة على «من» بمعنى الذي، وليس بمعنى الاستفهام، لأن «أم» للاستفهام، فلا يدخل على ما هو استفهام. وفي الكلام محذوف تقديره: العاصون ربهم خير أم من هو قانت، ودخل على هذا المحذوف أيضا:{قُلْ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}. وقرئ بالتخفيف على أن تكون الهمزة للاستفهام بمعنى التنبيه، ويكون في الكلام محذوف تقديره: أمن هو قانت يفعل كذا كمن هو على خلاف ذلك.
ودخل على هذا المحذوف:{قُلْ: هَلْ يَسْتَوِي.}. أو أن تكون الهمزة للنداء، وتقديره: يا من هو قانت أبشر فإنك من أهل الجنة، لأن ما قبله يدل عليه، وهو قوله تعالى:{إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ}. و {يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ} في موضع الحال، أو الاستئناف للتعليل.
البلاغة:
{يَرْجُوا}{يَحْذَرُ} بينهما طباق.
{قُلْ: تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ} أمر أريد به التهديد، مثل {اِعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ}[الأنعام ١٣٥/ ٦ ومواضع أخرى].
{أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ} إيجاز بالحذف، أي كمن هو كافر.