{أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ، ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ}: إنما لم يجزم فعل نتبع بالعطف على {نُهْلِكِ} لأنه في نية الاستئناف، وتقديره: ثم نحن نتبعهم.
{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً} .. {وَأَمْواتاً}{كِفاتاً} و {أَمْواتاً} إما منصوبان على الحال، أي نجمعهم في هاتين الحالين، أو أن يكونا بدلا من {الْأَرْضَ} على معنى أن تكون {كِفاتاً} إحياء نبت، و {أَمْواتاً} لا تنبت، وتقديره: ألم نجعل الأرض ذات نبات وغير ذات نبات.
البلاغة:
{الْأَوَّلِينَ} و {الْآخِرِينَ} بينهما طباق، وكذا بين {أَحْياءً} و {أَمْواتاً}.
{أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} كقوم نوح وعاد وثمود، وقرئ «نهلك» من هلكه بمعنى أهلكه. {ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ} أي ثم نحن نتبعهم نظراءهم ككفار مكة، وقرئ بجزم الفعل، عطفا على {نُهْلِكِ} فيكون المراد من {الْآخِرِينَ} المتأخرين من المهلكين، كقوم لوط وشعيب وموسى عليهم السلام. {كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} أي مثل ذلك الفعل نفعل بالمجرمين أي بكل من أجرم.
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} بآيات الله وأنبيائه، والتكرار للتأكيد، أو أن الويل الأول لعذاب الآخرة، وهذا للإهلاك في الدنيا.