{أَرَأَيْتُمْ} أي أخبروني {الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ} تعبدون من غير الله، وهم الأصنام الذين زعمتم أنهم شركاء لله تعالى {أَرُونِي} أخبروني {شِرْكٌ} شركة مع الله {فِي السَّماواتِ} أي في خلقها {أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً} ينطق على أنا اتخذنا شركاء {فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ} على حجة من ذلك الكتاب بأن لهم شركة جعلية، أي لهم معي شركة {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظّالِمُونَ} أي ما يعد الكافرون. ولمّا تقرر نفي أنواع الحجج في ذلك، أضرب عنه بذكر ما حملهم عليه، وهو تغرير الأسلاف الأخلاف أو الرؤساء الأتباع {غُرُوراً} باطلا.
{يُمْسِكُ} يحفظ {أَنْ تَزُولا} كراهة أن تضطرب وتنتقل من أماكنها، من الزوال، والمعنى: يمنعهما من الزوال {وَلَئِنْ} اللام لام القسم {إِنْ أَمْسَكَهُما} ما أمسكهما {مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} أي من بعد الله، أي سواه، أو من بعد الزوال، ومن الأولى: زائدة، والثانية: للابتداء والمعنى الأصح: لا يقدر أحد غيره تعالى على إمساكهما لو فرض زوالهما {إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً} في تأخير عقاب الكفار، وفي إمساكه السموات والأرض.