{إِنَّما جَزاءُ..}.: ما: من إنما كافة. و {جَزاءُ الَّذِينَ}: مبتدأ مرفوع، وخبره:{أَنْ يُقَتَّلُوا}. {فَساداً} منصوب على المصدر في موضع الحال. و {أَوْ} في قوله: {أَوْ يُصَلَّبُوا} وما بعده للتخيير في رأي بعضهم أي أن الحكم فيه للإمام على اجتهاده، أو للتنويع في رأي آخر.
{إِلاَّ الَّذِينَ..}. {الَّذِينَ}: مستثنى منصوب: لأنه استثناء من موجب، وهو {الَّذِينَ يُحارِبُونَ} وهم المعاقبون عقاب قطع الطريق خاصة.
البلاغة:
{يُحارِبُونَ اللهَ} مجاز على حذف مضاف أي يحاربون عباد الله؛ لأن الله لا يحارب ولا يغالب.
المفردات اللغوية:
{يُحارِبُونَ} أي يحاربون المسلمين وغيرهم في دار الإسلام، من المحاربة، وهي مأخوذة من الحرب ضد السلم والأمن على النفس والمال. وأصل معنى كلمة الحرب: التعدي وسلب المال.
{فَساداً} الفساد: ضد الصلاح، والمراد بالفساد هنا قطع الطريق بتخويف المارّة والاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض {أَنْ يُقَتَّلُوا} التقتيل: المبالغة في القتل لإرهاب المفسدين {أَوْ يُصَلَّبُوا} التصليب: المبالغة في الصلب، والصلب في رأي الشافعي وأحمد: يكون بعد القتل ثلاثة أيام، بأن يربط على خشبة ونحوها منتصب القامة ممدود اليدين.
{أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ} أي أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى. {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} ومعناه عند المالكية: أن ينقلوا إلى بلد آخر من بلاد الإسلام إذا كانوا مسلمين، فإن كانوا كفارا جاز نفيهم إلى بلد إسلامي أو بلد من بلاد أهل الحرب. والنفي عند الحنابلة: أن يشردوا فلا يتركون يأوون إلى بلد. وعند الحنفية والشافعية معناه: الحبس. وحرف {أَوْ} للتنويع وترتيب الأحوال عند الجمهور، فالقتل لمن قتل فقط، والصلب لمن قتل وأخذ المال، والقطع لمن أخذ المال ولم يقتل، والنفي لمن أخاف فقط، كما قال ابن عباس. و {أَوْ} عند المالكية للتخيير، يتخير الإمام فيهم ما يناسب.
{خِزْيٌ فِي الدُّنْيا} ذل وفضيحة {عَذابٌ عَظِيمٌ} هو عذاب النار {إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا} من المحاربين وقطاع الطرق {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} أي من قبل التمكن من عقابهم {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ} لهم ما أتوه {رَحِيمٌ} بهم. والتعبير بالمغفرة والرحمة للدلالة على أن التوبة لا تسقط