{كَذَّبُوا بِهِ} الضمير يعود على قوم نوح، أي فما كان قوم الأنبياء الذين أرسلوا بعد نوح ليؤمنوا بما كذب به قوم نوح، بل كذبوا كتكذيب قوم نوح.
المفردات اللغوية:
{مِنْ بَعْدِهِ} أي بعد نوح. {رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ} كإبراهيم وهود وصالح {فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ} المعجزات المثبتة لدعواهم {مِنْ قَبْلُ} أي قبل بعث الرسل إليهم، أي بسبب تعودهم تكذيب الحق وتمرنهم عليه قبل بعثة الرسل.
ويجوز أن يكون ذلك حكاية لما حدث في عهد نوح عليه السّلام. {كَذلِكَ نَطْبَعُ} نختم والمراد أن القلوب تصبح غير قابلة لغير ما رسخ فيها {عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} أي كما طبعنا على قلوب أولئك نطبع على قلوب المعتدين، أي المتجاوزين حدود الحق والعدل فلا تقبل الإيمان، بخذلانهم لانهماكهم في الضلال واتباع المألوف. قال البيضاوي: وهذا دليل على أن الأفعال واقعة بقدرة الله تعالى وكسب العبد.