سميت سورة (المطففين)، لافتتاحها بقوله تعالى:{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} وهم الذين يبخسون المكيال والميزان إما بالازدياد إن اقتضوا من الناس، وإما بالنقصان إن قضوهم أو وزنوا أو كالوا لهم.
مناسبتها لما قبلها:
تتعلق هذه السورة بما قبلها من وجوه أربعة:
١ - قال الله تعالى في آخر السورة المتقدمة واصفا يوم القيامة:{يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً، وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ} وذلك يقتضي تهديدا عظيما للعصاة، فلهذا أتبعه هنا بقوله:{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} والمراد: الزجر عن التطفيف: والبخس في المكيال والميزان بالشيء القليل على سبيل الخفية. أما الكثير فيظهر، فيمنع منه.
٢ - في كل من السورتين توضيح أحوال يوم القيامة.
٣ - ذكر الله تعالى في السورة السابقة:{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ، كِراماً كاتِبِينَ}[١٠ - ١١] وذكر هنا ما يكتبه الحافظون: {كِتابٌ مَرْقُومٌ}[٢٠] يجعل في عليين، أو في سجين.