{ما كانُوا إِيّانا يَعْبُدُونَ}{كَما}: إما نافية، وإما مصدرية، أي تبرأنا إليك من عبادتهم إيانا، والوجه الأول أوجه.
البلاغة:
{أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}؟ استفهام على سبيل التهكم والسخرية.
{أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا} تشبيه مرسل.
{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ} فيه استعارة تصريحية تبعية، وقلب، وتضمين، أستعير العمى لعدم الاهتداء، فهم لا يهتدون للأنباء، ثم قلب للمبالغة فجعل الأنباء لا تهتدي إليهم، وأصله: فعموا عن الأنباء، وضمّن معنى الخفاء فعدي ب (على).
المفردات اللغوية:
{وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ} منصوب بفعل محذوف: اذكر، أو معطوف على: يوم القيامة في الآية السابقة (٦١). {كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} أي الذين كنتم تزعمونهم شركائي، فحذف المفعولان لدلالة الكلام عليهما. {حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ} وجب وثبت مقتضى القول وحصل مؤداه، وهو قوله تعالى:
{لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ}[السجدة ١٣/ ٣٢] وغيره من آيات الوعيد، أي ثبت القول عليهم بدخول النار، وهم رؤساء الضلالة.
{هؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنا أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا} قال صاحب الكشاف: {هؤُلاءِ} مبتدأ، و {الَّذِينَ أَغْوَيْنا} أي أضللنا: صفة المبتدأ، و {أَغْوَيْناهُمْ} الخبر، وكاف {كَما} صفة مصدر محذوف تقديره: أغويناهم، فغووا غيا، مثل ما غوينا، يعنون أنا لم نغو إلا باختيارنا، ولم نكرههم على الغي؛ لأن إغواءنا لهم لم يكن إلا وسوسة وتسويلا، لا قسرا وإلجاء، فلا فرق إذن بين