للتّخصيص، ولأن المقصود بيان نفاذ قدرة الله في تكوين الأشياء كيف شاء وأراد، لكنهم ذكروا أمثلة لكل حالة، لتكون سلوة المكروب والمحزون، فمثال الحالة الأولى: لوط وشعيب عليهما السّلام لم يكن لهما إلا البنات فكان للوط بنتان، ومثال الحالة الثانية: إبراهيم عليه السّلام لم يكن له إلا الذّكور وهم ثمانية، ومثال الحالة الثالثة: محمد صلّى الله عليه وسلّم كان له من البنين أربعة: القاسم والطاهر وعبد الله وإبراهيم، ومن البنات أربعة: زينب ورقيّة وأم كلثوم وفاطمة، وكلهم من خديجة رضي الله عنها ما عدا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، ومثال الحالة الرابعة: عيسى ويحيى عليهما السّلام. قال واثلة بن الأسقع: إن من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذّكر، وذلك أن الله تعالى قال:{يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً، وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ} فبدأ بالإناث.
فقه الحياة أو الأحكام:
أرشدت الآيات إلى ما يأتي:
١ - على البشر كافة إجابة ما دعاهم الله إليه من الإيمان به والطاعة، قبل مفاجأتهم بيوم القيامة الذي لا يردّه أحد بعد ما حكم الله به، وجعله أجلا ووقتا معلوما لديه، ولا منجا ينجي أحدا من العذاب، ولا ناصر ينصر.
٢ - إن أعرض الناس عن الإيمان، فليس الرّسول صلّى الله عليه وسلّم موكّلا بهم يستطيع إكراههم على الإيمان، ولا حافظا لأعمالهم حتى يحاسبهم عليها، إنما عليه التبليغ فقط.
٣ - طبع الإنسان الكافر عجيب غريب، يفرح ويبطر عند الرحمة والرخاء والصحة والمتعة، ويجحد النعمة عند البلاء والشدّة بسبب ما اقترف من الذّنوب، فيعدد المصائب وينسى النّعم.