للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الظباء في المغار، فكل من {بِالْخُنَّسِ} و {الْكُنَّسِ} يختفي بعد ظهوره. والأصح أن معناها النجوم، لذكر الليل والصبح بعد هذا.

{عَسْعَسَ} أقبل بظلامه، أو أدبر، فهو من ألفاظ‍ الأضداد. {تَنَفَّسَ} أضاء وظهر نوره. {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ} أي إن هذا المقسم عليه وهو القرآن لقول منقول نازل من رسول كريم عزيز على الله تعالى وهو جبريل عليه السلام، أضيف القول إليه، لنزوله به، وقوله عن الله تعالى. {ذِي قُوَّةٍ} شديد القوى، حافظ‍. {عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ} الله تعالى. {مَكِينٍ} ذي مكانة وجاه عند ربّه، يعطيه ما سأل. {مُطاعٍ} تطيعه ملائكة السماء. {ثَمَّ} هنالك.

{أَمِينٍ} على الوحي والرسالة.

{وَما صاحِبُكُمْ} محمد صلّى الله عليه وسلّم، {بِمَجْنُونٍ} كما زعمتم. {وَلَقَدْ رَآهُ} رأي محمد صلّى الله عليه وسلّم جبريل على صورته التي خلق عليها. {بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} الأفق الواضح، وهو مطلع الشمس الأعلى.

{وَما هُوَ} محمد صلّى الله عليه وسلّم. {الْغَيْبِ} الوحي وخبر السماء. {بِضَنِينٍ} ببخيل مقصر بالتعليم والتبليغ، فينتقص منه شيئا، وقرئ: «بظنين»، أي بمتهم. {وَما هُوَ بِقَوْلِ} أي القرآن.

{شَيْطانٍ} مسترق السمع. {رَجِيمٍ} مرجوم ملعون مطرود من رحمة الله. {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ} أيّ طريق تسلكون بعد إنكاركم القرآن وإعراضكم عنه، وقد قامت الحجة عليكم؟ {إِنْ هُوَ} ما هو. {إِلاّ ذِكْرٌ} عظة وعبرة. {لِلْعالَمِينَ} الإنس والجن. {أَنْ يَسْتَقِيمَ} على الطريق الواضح باتباع الحق. {وَما تَشاؤُنَ} الاستقامة على الحق. {إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ} إلا وقت أن يشاء الله استقامتكم. {رَبُّ الْعالَمِينَ} مالك الخلق كلهم.

سبب النزول:

نزول الآية (٢٩):

{وَما تَشاؤُنَ.}.: أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سليمان بن موسى قال: لما أنزلت {لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} قال أبو جهل: ذاك إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله: {وَما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ}.

التفسير والبيان:

{فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ} أي أقسم بجميع الكواكب التي

<<  <  ج: ص:  >  >>