{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ} الذين وصلته: مبتدأ، ولا يقومون: خبره. {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ} مبتدأ وخبره {بِأَنَّهُمْ}. {فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ} إنما ذكّر: جاء، لثلاثة أوجه:
الأول-حملا على المعنى؛ لأن موعظة بمعنى «وعظ». الثاني-لأن تأنيث موعظة مجازي ليس بحقيقي. الثالث-لوجود الفصل بالهاء.
{وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ} كان هاهنا تامة بمعنى حدث ووقع، ولا خبر لها، كقول الشاعر:
«إذا كان الشتاء فأدفئوني» أي حدث ووقع، وذو عسرة: عام في حقّ كل أحد. {فَنَظِرَةٌ} خبر مبتدأ محذوف وتقديره: فشأنه أو حاله فنظرة.
{وَأَنْ تَصَدَّقُوا} مبتدأ، وخبره {لَكُمْ}. {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ} يوما: منصوب؛ لأنه مفعول {اِتَّقُوا}، وترجعون: جملة فعلية في موضع نصب؛ لأنه صفة يوم. ورجع: يكون لازما ومتعديا، يقال: رجع زيد ورجعته، كما يقال: زاد الشيء وزدته، ونقص ونقصته.
البلاغة:
{إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا} الأصل أن يقال: الرّبا مثل البيع، ولكنهم قلبوا التّشبيه، فجعلوا المشبّه مكان المشبّه به، على سبيل «التشبيه المقلوب».
ويوجد طباق بين لفظ {أَحَلَّ} و {حَرَّمَ}، وبين {يَمْحَقُ} و {يُرْبِي}.
{كَفّارٍ أَثِيمٍ} كلاهما من صيغ المبالغة، أي عظيم الكفر شديد الإثم.
{فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ} تنكير «حرب» للتهويل أي بنوع شديد من الحرب.
{لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ} فيه ما يسمى «الجناس الناقص» لاختلاف شكل الحروف.
المفردات اللغوية:
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا} أي يأخذون، عبّر بالأكل عن الأخذ أو الانتفاع بالرّبا؛ لأنه الغرض الأساسى منه، أي أن أغلب حالات الانتفاع هو الأكل. ويشمل ذلك الآخذ والمعطي،