فقال بعض العلماء بتفضيل المؤمنين على الملائكة، محتجين
بالحديث المتقدم عن عبد الله بن عمرو أو أنس أو زيد بن أسلم، وبما قال أبو هريرة:«المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده».
وقال آخرون بأن الملائكة أفضل من البشر على الإطلاق، عملا بهذه الآية، وهو دليل الخطاب: وهو أن تخصيص الكثير بالذكر يدل على أن الحال في القليل بالضد.
والظاهر هو الرأي الثاني، فإن قوله تعالى:{عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا} هو ما سوى الملائكة، قال الزمخشري: وحسب بني آدم تفضيلا أن ترفع عليهم الملائكة ذوو المنزلة العالية عند الله (١).
{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ}{يَوْمَ}: ظرف منصوب متعلق بفعل دل عليه: {وَلا يُظْلَمُونَ} فكأنه قال: لا يظلمون فتيلا يوم ندعو كل أناس بإمامهم، ولا يجوز أن يعمل فيه {نَدْعُوا} لأنه مضاف إليه، والمضاف إليه لا يعمل فيما قبله وهو المضاف، ولا يجوز أن يعمل فيه «فضلنا» في الآية المتقدمة، لأن الماضي لا يعمل في المستقبل.