{حاشَ لِلّهِ} حذف الألف للتخفيف، ومن قرأ: حاشى لله، أتى به على الأصل. وحاشى:
فعل في رأي الكوفيين، بدليل تعلق حرف الجر بها في قوله:{حاشَ لِلّهِ} وحرف الجر إنما يتعلق بالفعل لا بالحرف. وهي حرف في رأي سيبويه وأكثر البصريين؛ لأن ما بعدها يجيء مجرورا، يقال: حاش أبي ثوبان، ولو كان فعلا لما جاز أن يجيء ما بعده مجرورا. وأما تعلق حرف الجر بها في قوله {لِلّهِ} فإن اللام في قوله: {حاشَ لِلّهِ} زائدة لا تتعلق بشيء، مثل لام:{لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}[الأعراف ١٥٤/ ٧] وباء {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى}[العلق ١٤/ ٩٦]{ثُمَّ بَدا لَهُمْ.}.
[يوسف ٣٥/ ١٢] فاعل بدا: مصدر مقدر، دل عليه. {بَدا} أي ثم بدا لهم بداء، وهو الراجح، وقيل: دل عليه {لَيَسْجُنُنَّهُ} وقام مقامه، وقيل: الفاعل محذوف تقديره: ثم بدا لهم رأي.
واللام جواب ليمين مضمر، وهو فعل مذكر لا فعل مؤنث.
البلاغة:
{سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ} استعار المكر للغيبة؛ لأنها تشبهه في الإخفاء.
{وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} استعار لفظ القطع للجرح أي جرحن أيديهن.
المفردات اللغوية:
{نِسْوَةٌ} اسم لجمع امرأة، وتأنيثه بهذا الاعتبار غير حقيقي. {فِي الْمَدِينَةِ} مدينة مصر، وهو ظرف لقال، أي أشعن الحكاية في مصر، أو هو صفة نسوة، وكن خمسا: زوجة الحاجب والساقي والخباز والسجان وصاحب الدواب. {اِمْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ} فتاها:
عبدها، أي تطلب مواقعة غلامها إياها. والعزيز بلغة العرب: الملك. {قَدْ شَغَفَها حُبًّا} أي دخل حبه شغاف قلبها. أي غلافه المحيط به حتى وصل إلى فؤادها. {فِي ضَلالٍ} في خطأ أي انحراف عن طريق الرشد ومقتضى العقل. {مُبِينٍ} أي بيّن واضح، بحبها إياه.
{فَلَمّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ} باغتيابهن لها، وإنما سمي مكرا؛ لأنهن أخفينه كما يخفي الماكر مكره، ولأنهن أردن إغضابها لتعرض عليهن يوسف، فيفزن بمشاهدته. {وَأَعْتَدَتْ} أعدّت وهيأت لهن. {مُتَّكَأً} ما يتكئن عليه من الوسائد في مكان يجلسن فيه متكئين. وقيل: المتكأ: طعام يقطع السكين للاتكاء عنده، وهو الأترج. {وَآتَتْ} أعطت. {وَقالَتِ} ليوسف، {أَكْبَرْنَهُ} أعظمنه. {وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} جرحن أيديهن بالسكاكين، ولم يشعرن بالألم لشغل قلبهن بيوسف، ودهشتهن من جماله الرائع.