{لَنْ تُغْنِيَ} تنفع. {مِنَ اللهِ} أي من عذاب الله. {وَقُودُ النّارِ}: ما توقد به النار من حطب أو فحم ونحوهما. {كَدَأْبِ} كعادة، أي دأبهم كدأب. {فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ} أهلكهم بها، والجملة مفسرة لما قبلها. {الْمِهادُ} الفراش.
{آيَةٌ} علامة على صدق ما يقول الرسول.
{اِلْتَقَتا} يوم بدر للقتال. {مِثْلَيْهِمْ} ضعفي المسلمين، بل أكثر منهم، إذ كانوا نحو ألف، والمسلمون ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا. {رَأْيَ الْعَيْنِ} أي رؤية ظاهرة معاينة. {يُؤَيِّدُ} يقوي. {إِنَّ فِي ذلِكَ} المذكور. {لِأُولِي الْأَبْصارِ} لذوي البصائر، أفلا تعتبرون بذلك فتؤمنوا.
سبب النزول: نزول الآية (١٢ - ١٣):
روى أبو داود في سننه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لما أصاب من أهل بدر ما أصاب، ورجع إلى المدينة، جمع اليهود في سوق بني قينقاع، وقال: يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم الله بما أصاب قريشا، فقالوا: يا محمد، لا يغرّنك من نفسك أن قتلت نفرا من قريش، كانوا أغمارا لا يعرفون القتال، إنك، والله لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله:{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ} إلى قوله:
{لِأُولِي الْأَبْصارِ}(١)
المناسبة:
ذكر الله تعالى في مطلع السورة مبدأ التوحيد والكتب الناطقة به وبخاصة القرآن وإيمان العلماء الراسخين به كله، ثم ذكر حال الكفرة وسبب كفرهم وهو اغترارهم في الدنيا بالمال والولد، وبيّن أنها لن تغني عنهم شيئا في الآخرة والدنيا.