للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{سُنَّةَ اللهِ} مصدر مؤكد.

البلاغة:

{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ} {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} المرجفون هم من المنافقين، ففيه ذكر الخاص بعد العام، زيادة في التقبيح والتشنيع عليهم.

{ثُقِفُوا أُخِذُوا} بينهما طباق.

{وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} إتباع الفعل بالمصدر للتأكيد.

المفردات اللغوية:

{لَئِنْ} اللام لام القسم {لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ} عن نفاقهم وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} ضعف إيمان وقلة ثبات عليه، أو فسوق وعصيان {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} هم اليهود وغيرهم المشيعون للأكاذيب والأباطيل الملفقون أخبار السوء ونشرها بين جنود المسلمين قائلين: قد أتاكم العدو، وسرايا المسلمين هزموا أو قتلوا أو غلبوا، ونحو ذلك من الأخبار المتضمنة توهين جانب المسلمين، من الإرجاف والرّجفان: الزلزلة والاضطراب الشديد.

{لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} لنسلطنك عليهم ولنأمرنك بقتالهم وإجلائهم {ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ} يساكنونك، والعطف ب‍ {ثُمَّ} للدلالة على أن الجلاء ومفارقة جوار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعظم ما يصيبهم {مَلْعُونِينَ} مبعدين عن الرحمة، أي لا يجاورونك إلا ملعونين {ثُقِفُوا} وجدوا {أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} أي أن هذا الحكم فيهم مأمور به.

{سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا} أي سنّ الله ذلك في الأمم الماضية، وهو أن يقتل المنافقون الذين نافقوا الأنبياء وسعوا في وهنهم بالإرجاف ونحوه أينما ثقفوا، وخلوا: مضوا {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً} أي لأنه لا يبدلها الله، أو لا يقدر أحد أن يبدلها.

المناسبة:

هذا هو الصنف الثالث من المؤذين، فبعد أن ذكر الله تعالى حال المشرك الذي يؤذي الله ورسوله، وأتبعه بذكر المجاهر الذي يؤذي المؤمنين، ذكر حال المسرّ المبطن الذي يظهر الحق، ويضمر الباطل، وهو المنافق.

ثم ذكر مظاهر ثلاثة للنفاق في مواجهة الأقوام الثلاثة المؤذين: وهم المؤذون

<<  <  ج: ص:  >  >>