{وَأَنْذِرِ النّاسَ يَوْمَ.}. {يَوْمَ}: مفعول {أَنْذِرِ} الثاني ولا يجوز أن يكون ظرفا لأنذر؛ لأنه يؤدي إلى أن يكون الإنذار يوم القيامة، ولا إنذار يوم القيامة.
{وَتَبَيَّنَ لَكُمْ} فعل ماض فاعله مقدر، أي تبين لكم فعلنا بهم، ولا يجوز أن يكون {كَيْفَ} فاعل {تَبَيَّنَ} لأن الاستفهام لا يعمل فيما قبله، ولأن {كَيْفَ} لا يقع مخبرا عنه، والفاعل يخبر عنه، وإنما {كَيْفَ} هنا منصوبة بقوله: {فَعَلْنا}.
{لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ} اللام لام الجحود، والفعل منصوب بتقدير «أن». و «إن» بمعنى «ما» وتقديره: وما كان مكرهم لتزول منه الجبال، على التصغير والتحقير لمكرهم. ومن قرأ بفتح اللام وضم آخر الفعل «لتزول» كانت اللام للتأكيد، ودخلت للفرق بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين «إن» بمعنى «ما» أي وإنه كان مكرهم لتزول منه الجبال. وكان هنا تامة بمعنى وقع، والجبال: عبارة عن أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم لعظم شأنه.
{مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ} أي مخلف رسله وعده.
{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ.}. يوم منصوب على الظرف بالمصدر قبله، وهو {اِنتِقامٍ}. وما بعد {وَالسَّماواتُ} محذوف أي غير السموات، لدلالة {غَيْرَ الْأَرْضِ} عليه.
{لِيَجْزِيَ اللهُ.}. اللام تتعلق بفعل {وَتَغْشى} أو بفعل {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} أو بمحذوف دل عليه قوله: {ذُو انتِقامٍ}.
{وَلِيُنْذَرُوا} فيه تقدير، أي هذا بلاغ للناس وللإنذار؛ لأن «أن» المقدّرة بعد اللام مع «ينذروا» في تأويل المصدر، وهو الإنذار. أو تقديره: هذا بلاغ للناس وأنزل لينذروا به، كقوله تعالى:{كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ، فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ}[الأعراف ٢/ ٧].