للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها، فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ} أي إننا أيدنا موسى وهارون بمعجزات عظيمة وآيات متعددة، منها الآيات التسع كالعصا واليد، فكذبوا بها كلها، فأخذهم الله بالعذاب الشديد أخذ قوي غالب في انتقامه، قادر على إهلاكهم قاهر لا يعجزه شيء، أي أبادهم الله ولم يبق منهم أحدا، وعاقبهم بتكذيبهم وبكفرهم بالله.

فقه الحياة أو الأحكام:

هذا خبر موجز عن فرعون وقومه: القبط‍، يتضمن بيان الجريمة والعقاب، فإن الله أرسل لهم موسى وهارون بالإنذارات والبشائر، فكذبوا بجميع الآيات أو المعجزات الدالة على توحيد الله ونبوة الأنبياء، وهي تسع: العصا، واليد، والسّنون، والطمسة، والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدم، فعاقبهم الله بكفرهم بربهم وتكذيبهم رسل الله، وكان العقاب شديدا لصدوره من إله غالب في انتقامه، قادر على ما أراد.

ويلاحظ‍ أن القصص الخمس المذكورة في هذه السورة: قصة قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط‍، وآل فرعون مشتركة في السبب أو الجريمة، وفي الجزاء أو العقاب، والسبب أو الجريمة يكاد يكون واحدا وهو الكفر بالله وتكذيب الرسل، مع معاص أخرى، والعقوبة وإن اختلفت بين طوفان، وريح صرصر عاتية، وصيحة جبريل، وريح حاصب، وإغراق، فنتيجتها واحدة وهي الإبادة والاستئصال التام، وتلك عبرة وعظة لكفار قريش وأمثالهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>