تعالى موسى وأخاه هارون إلى فرعون وقومه، مؤيدين بالمعجزات والأدلة الواضحة القاطعة الدالة على صدقهما، فدعواه وملأه إلى الإقرار بوجود الله وتوحيده، فاستكبروا وتعالوا عن اتباعهما والانقياد لدعوتهما، لكونهما بشرين.
فكان حصاد التكذيب أمرين: إهلاك فرعون وقومه بالغرق في يوم واحد أجمعين في البحر الأحمر، وإنزال التوراة على موسى في الطور، فيها هدى ونور، وتشريع وأحكام، وخص موسى بالذكر هنا؛ لأن هارون كان خليفة في قومه، وإيتاء التوراة كان لكليهما، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ}[الأنبياء ٤٨/ ٢١].
{مَعِينٍ} مع فواصل الآيات السابقة، {عالِينَ}، {الْمُهْلَكِينَ} سجع مستحسن.
المفردات اللغوية:
{اِبْنَ مَرْيَمَ} عيسى عليه السلام {آيَةً} حجة وبرهانا على قدرة الله تعالى، ولم يقل:
آيتين؛ لأن الآية فيهما واحدة، وهي ولادتها إياه من غير مسيس رجل {وَآوَيْناهُما} جعلنا مأواهما ومنزلهما {إِلى رَبْوَةٍ} هي المكان المرتفع من الأرض، وهو أرض بيت المقدس أو فلسطين أو الرملة، أو دمشق، فإن قراها على الرّبى {ذاتِ قَرارٍ} أي ذات استقرار فيها، يستقر عليها ساكنوها؛ لأجل ما فيها من الثمار والزروع {وَمَعِينٍ} ماء جار ظاهر للناس.