للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

{شُرَكاءَ الْجِنَّ} {شُرَكاءَ}: منصوب لأنه مفعول أول. و {الْجِنَّ}: مفعول ثان.

واللام في {لِلّهِ} تتعلق بشركاء. ويجوز أن نجعل {الْجِنَّ} بدلا من {شُرَكاءَ}، واللام في {لِلّهِ} تتعلق ب‍ (جعل). أو قرئ {الْجِنَّ} بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره: هم الجن.

المفردات اللغوية:

{وَخَرَقُوا} مثل اختلفوا، والخرق والاختلاق للكلام: ابتداع الكذب. وأما الخلق: فهو فعل الشيء بتدبير ورفق. وأما الإبداع فهو إنشاء الشيء بلا اقتداء بأحد، والبديع من أسمائه تعالى:

أي مبدع الأشياء ومحدثها على غير مثال سابق، ومنه البدعة في الدين؛ لأنه لا نظير لها فيما سلف.

{لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ} أي لا تراه، والإدراك: اللحاق والوصول إلى الشيء، والبصر: حاسة الرؤية، {اللَّطِيفُ} الرفيق بعباده وأوليائه {الْخَبِيرُ} بشؤون خلقه.

المناسبة:

بعد أن ذكر تعالى البراهين الخمسة على ثبوت الألوهية، وكمال القدرة والرحمة، ذكر عقب ذلك أن من الناس من أثبت لله شركاء من عالم الجن، أو من اختراع نسل له من البنين والبنات.

التفسير والبيان:

هذه الآيات رد على مشركي العرب الذين عبدوا مع الله غيره، وأشركوا به في عبادته أن عبدوا الجن، فجعلوهم شركاء له في العبادة، وأما عبادتهم الأصنام فلم تكن إلا بطاعة الجن وأمرهم إياهم بذلك، كقوله تعالى: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِناثاً، وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاّ شَيْطاناً مَرِيداً. لَعَنَهُ اللهُ، وَقالَ: لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً. وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ، وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ، وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ

<<  <  ج: ص:  >  >>