جاء في الصحيحين أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:«من أنفق زوجين في سبيل الله، دعته خزنة الجنة: يا عبد الله هذا خير، فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من يدعى منها ضرورة، فهل يدعى منها كلها أحد؟ قال: نعم وأرجو أن تكون منهم».
فقه الحياة أو الأحكام:
دلت الآيات على ما يأتي:
١ - اقتضت حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أن يبين لهم كل ما هو رشاد وهداية موصلة إلى جنته ورضاه، وقد تعهد الله عز وجل بذلك لبيان أحكام الحلال والحرام، والطاعة والمعصية.
٢ - لله تعالى ملك الدنيا والآخرة، وهو المتصرف فيهما، ومانح ثوابهما، يعطي ما يشاء لمن يشاء، فمن طلبهما من غير مالكهما ومن غير المتصرف فيهما، فقد أخطأ الطريق. ولا يضره عصيان العاصين، ولا ينفعه طاعة المطيعين، وإنما يعود ضره أو نفعه إليهم.
٣ - حذر الله تعالى بعد هذه البيانات الوافية من نار جهنم التي تتوهج وتتوقد، ولا يجد صلاها وهو حرها على الدوام إلا الشقي الكافر الذي كذّب نبي الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم، وأعرض عن الإيمان.
٤ - سيكون بعيدا من النار المتقي المعاصي، الخائف من عذاب الله، وصفة الأتقى أو المتقي: هو الذي يعطي ماله طالبا أن يكون عند الله زاكيا طاهرا متطهرا من الآثام والذنوب، لا يطلب بذلك رياء ولا سمعة، ولا مكافأة لأحد، بل يتصدق به مبتغيا به وجه الله تعالى، قاصدا ثوابه ورضاه، ولسوف يرضى عن الله، ويرضى الله عنه، فيكون راضيا مرضيا. وهو وعد كريم من رب رحيم.