{وَما نَقَمُوا إِلاّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ} فيه تأكيد المدح بما يشبه الذّم، كما قال الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم... بهن فلول من قراع الكتائب
المفردات اللغوية:
{جاهِدِ الْكُفّارَ} بالسّلاح. والجهاد: استفراغ الجهد والوسع في مدافعة العدوّ.
{وَالْمُنافِقِينَ} باللسان والحجّة. {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} بالانتهار والمقت، والغلظة: الخشونة والقسوة في المعاملة وهي ضدّ اللين. {الْمَصِيرُ} المرجع.
{يَحْلِفُونَ بِاللهِ} أي المنافقون. {ما قالُوا} وهو ما بلغك عنهم من السّبّ والطّعن.
{وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} أظهروا الكفر بعد إظهار الإسلام. {وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا} من الفتك بالنّبي صلّى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة، عند عوده من تبوك، وهم بضعة عشر رجلا، فضرب عمار بن ياسر وجوه الرّواحل لما غشوه، فردّوا. {وَما نَقَمُوا} أنكروا وكرهوا وعابوا عليه. {إِلاّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي أثراهم بالغنائم بعد شدّة حاجتهم. {فَإِنْ يَتُوبُوا} عن النّفاق ويؤمنوا بك. {وَإِنْ يَتَوَلَّوْا} عن الإيمان. {عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا} بالقتل. {وَالْآخِرَةِ} بالنّار.
{وَلِيٍّ} يحفظهم منه. {وَلا نَصِيرٍ} يمنعهم منه.
سبب النزول:
نزول الآية {يَحْلِفُونَ بِاللهِ}:
قال الضّحّاك: خرج المنافقون مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلى تبوك، وكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبّوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، وطعنوا في الدّين، فنقل