للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل نزول الآية في أبي جهل عند أكثر المفسرين، والعبرة بعموم اللفظ‍ لا بخصوص السبب.

قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية وسمع بها المشركون، أتاه أبو جهل فقال: يا محمد تزعم أنه من استغنى طغى؛ فاجعل لنا جبال مكة ذهبا، لعلنا نأخذ منها، فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك. فأتاه جبريل عليه السّلام فقال:

«يا محمد خيّرهم في ذلك، فإن شاؤوا فعلنا بهم ما أرادوه، فإن لم يسلموا فعلنا بهم كما فعلنا بأصحاب المائدة». فعلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن القوم لا يقبلون ذلك؛ فكفّ عنهم إبقاء عليهم (١).

٦ - أول السورة يدل على مدح العلم، وآخرها يدل على مذمة المال، وكفى بذلك مرغبا في الدين، ومنفرا عن الدنيا والمال (٢).

[صور أخرى من الطغيان وتهديد الطغاة ووعيدهم]

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاّ لا تُطِعْهُ وَاُسْجُدْ وَاِقْتَرِبْ (١٩)}

الإعراب:

{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى} {أَرَأَيْتَ}: يقرأ بالهمز على الأصل، وبالتخفيف بجعل الهمزة بين الهمزة والألف؛ لأن حركة الهمزة فتحة، وتخفيف الهمزة: أن تجعل بين الهمزة والحرف الذي


(١) تفسير القرطبي: ١٢٣/ ٢٠
(٢) تفسير الرازي: ٩/ ٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>