للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلاغة:

{قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ؟} أسلوب التعجب، تعجب من إفراط‍ كفره، مع كثرة إحسان الله إليه.

{مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} إجمال، ثم تفصيل بقوله: {مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ، ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ، ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ}.

{ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} كناية بالسبيل عن خروجه من فرج الأم.

{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ، مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ، بِأَيْدِي سَفَرَةٍ، كِرامٍ بَرَرَةٍ} إلخ توافق الفواصل مراعاة لرؤوس الآيات، وهو المسمى، بالسجع المرصع.

المفردات اللغوية:

{كَلاّ} كلمة ردع وزجر، والمراد هنا زجر المخاطب عن المعاتب عليه، أو عن معاودة مثله، أي لا تفعل مثل ذلك. {إِنَّها} أي الهداية أو آيات القرآن. {تَذْكِرَةٌ} موعظة، وهي في معنى الذكر والوعظ‍، لذا ذكر الضمير العائد إليها في قوله: {فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ} أي اتعظ‍ به، أو حفظه. والمراد أن هذا القرآن، أو هذا التأديب الذي عرّفناكه في إجلال الفقراء وعدم الالتفات إلى أهل الدنيا ثبت في اللوح المحفوظ‍ الذي قد وكل بحفظه أكابر الملائكة.

{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} أي إن التذكرة مثبتة كائنة مودعة في صحف شريفة عند الله.

{مَرْفُوعَةٍ} رفيعة القدر في السماء. {مُطَهَّرَةٍ} منزهة عن أيدي الشياطين، وعن النقص.

{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} كتبة من الملائكة ينسخونها من اللوح المحفوظ‍. {كِرامٍ} إعزاء على الله تعالى.

{بَرَرَةٍ} أتقياء مطيعين لله تعالى، وهم الملائكة.

{قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ} دعاء عليه بأشنع الدعوات، وتعجب من إفراطه في كفران النعم أو استفهام توبيخ، أي ما حمله على الكفر؟! {مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} بيان لما أنعم عليه، والاستفهام للتحقير.

{مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ} من مني ثم من علقة ثم من مضغة إلى آخر خلقه. {فَقَدَّرَهُ} أي أنشأه في أطوار وأحوال مختلفة. {ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ} أي سهّل له مخرجه من بطن أمه، وهو كناية، أو سهل له طريق الخير والشر. {فَأَقْبَرَهُ} جعله في قبر يستره، ويوارى فيه. {أَنْشَرَهُ} بعثه بعد الموت. {كَلاّ} ردع للإنسان عما هو عليه من الترفع والتكبر. {لَمّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ} أي لم يفعل ما أمره الله به بنحو كامل؛ إذ لا يخلو أحد من التقصير في شيء ما.

<<  <  ج: ص:  >  >>