للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشّيطان، ولا تؤدّي إلى النّصر، وإنما على العكس مصيرها إلى الهزيمة. فهم يغلبون وينكسرون، كما قال تعالى: {كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة ٢١/ ٥٨].

هذا عذابهم في الدّنيا: ضياع المال والهزيمة، وعذابهم في الآخرة أنهم يساقون إلى جهنّم، إذا أصرّوا على كفرهم وماتوا وهم كفار؛ لأن منهم من أسلم وحسن إسلامه.

أما المسلمون إذا أنفقوا أموالهم في سبيل الله، فتحقّق إما النّصر في الدّنيا، وإمّا الثّواب في الآخرة، أو الأمران معا وسعادة الدّارين.

وقد كتب الله النّصر للمؤمنين، والهزيمة للكافرين وضياع أموالهم، وإيقاع الحسرة والألم في قلوبهم، ليميز الفريق الخبيث من الفريق الطّيب، أي الكافر من المؤمن، فيميز أهل السعادة عن أهل الشّقاء، ويجعل الخبيث بعضه متراكما فوق بعض في جهنم، أولئك هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.

فقه الحياة أو الأحكام:

دلّت الآيات على ما يأتي:

١ - لا يستفيد الكفار من بذلهم أموالهم في الإنفاق الذي يقصد به الصّدّ عن سبيل الله، أي منع الناس من دعوة الإسلام، إلا الحسرة والخيبة في الدّنيا، والعذاب الشّديد في الآخرة، وهو يوجب الزّجر العظيم عن ذلك الإنفاق.

٢ - إن الغلبة والنّصر يكونان للمؤمنين، والهزيمة والخذلان للكافرين، وسيكون هؤلاء يوم القيامة مسوقين في حال من الذّل والصّغار إلى جهنم، وبئس المصير.

٣ - إن تحقيق الغلبة للمؤمنين، وإيقاع الهزيمة بالكافرين إنما بقصد تمييز

<<  <  ج: ص:  >  >>